في ذكرى انتفاضة مارس المجيدة
القومي والتقدمي والوحدوي يدعون الحكومة لمعالجات مستدامة للأزمات السياسية
والمعيشية وحوارات وطنية موسعة
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الستين لانتفاضة مارس الخالدة التي فجرها شعبنا الأبي في شهر مارس عام 1965، مسجلاً بذلك صفحة مضيئة من صفحات تاريخنا الوطني النضالي ضد الاستعمار والظلم والاستبداد، متطلعاً نحو الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية والمساواة والانعتاق من الاستغلال والجور، مقدماً في سبيل ذلك الكثير من التضحيات ما بين الشهادة والاعتقال والإبعاد عن الوطن.
لقد كانت السياسات والقرارات الجائرة بحق القوى العاملة البحرينية هي الشرارة التي ألهبت مشاعر شعب البحرين عندما أقدمت شركة بابكو على فصل العديد من العمال دون وجه حق، فاتحة بذلك أبواب الغضب الشعبي للخروج في مسيرات شارك فيها العمال والطلاب وقطاعات كبيرة من الشعب البحريني، وهي مؤمنة بعدالة مطالبها التي قابلها المستعمر وأعوانه بكل وحشية، ولجأ إلى استخدام الغازات الخانقة والرصاص الحي ضد المتظاهرين العزل، سقط على إثرها عدد من الشهداء الأبرار الذين روت دمائهم الزكية أرض المحرق وسترة والمنامة في واحدة من أجل وأبهى صور وحدة شعبنا، التي كانت وستظل الصخرة التي تتحطم عليها كل مخططات المستعمر ومحاولاته في إشعال نار الفتن الطائفية والمذهبية.
نستذكر في مثل هذه الأيام هذه الانتفاضة المباركة ونتعلم منها الدروس في الوحدة الوطنية والتمسك بالمطالب الوطنية المشروعة دفاعاً عن حياة كريمة أفضل لشعبنا. ومما يثير الأسف والاستنكار أن أسباب الأزمات السياسية والاقتصادية في بلدنا تجدد نفسها دون معالجات جذرية، حيث نلاحظ أننا نعيش اليوم ظروف معيشية وسياسية وجماهيرية شبيهة بما كنا عليه قبل نحو ستين عاماً، وهي ظاهرة خطيرة للغاية تدلل على عدم قدرة وطننا على تجاوز أزماته الهيكلية والتقدم نحو الرقي والتطور.
لذلك، فإننا في هذه المناسبة ندعو الحكومة لفتح آفاق إيجابية أمام تحقيق مطالب الشعب المشروعة في الإصلاح السياسي والدستوري والحقوقي، واتخاذ خطوات جادة لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين والمتقاعدين واتباع نهج اقتصادي واجتماعي قائم على العدالة المساواة وتكافؤ الفرص وصيانة كرامة المواطن، نهج يوفر حلول حقيقية ومستدامة توفر الاستقرار السياسي والاقتصادي على المدى البعيد.
وتؤكد الجمعيات الثلاث في هذه المناسبة على رفضها البات للمبادرات التي طرحتها الحكومة من أجل معالجة العجز المالي من خلال فرض المزيد من الضرائب وزيادة ضريبة القيمة المضافة وتحرير أسعار الكهرباء والماء وغيرها من الاجراءات التي سوف تؤدي إلى إرهاق كاهل المواطن المثقل أصلاً بأعباء كبيرة، وتطالب مجلس النواب برفض كافة هذه المبادرات والبحث عن حلول بديلة لا تمس بأي شكل جيب المواطن ورزقه.
كما أننا ندعو في هذه المناسبة العزيزة كافة القوى والشخصيات الوطنية إلى الالتفاف حول برنامج وطني ديمقراطي يوحد صفوفها ومطالبها و يستنهض دورها في الإصلاح السياسي والمدني، داعين إلى فتح حوارات وطنية تشمل كافة مؤسسات المجتمع.
وإذ نحيي بكل فخر واعتزاز صمود وتضحيات المقاومة الفلسطينية في غزة وكافة الأراضي الفلسطينية، ونستنكر الصمت والتواطؤ العربي والدولي على جرائم ومذابح العدو الصهيوني، فإننا نجدد مطالبنا بوقف كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وإلغاء اتفاقية التطبيع وطرد سفير الكيان الصهيوني استجابة لمواقف شعبنا بكل قواه السياسية والمدنية وطوائفه وشخصياته.
المنبر التقدمي
التجمع القومي
التجمع الوحدوي
المنامة في 5 مارس 2025